Sunday, May 10, 2009

الروتارى

الفتاوى الإسلامية - المحتوى
الكتـــاب : فتاوى دار الإفتاء لمدة مائة عام
البــاب : من أحكام الجن والملل والمذاهب .
---------------------------------------------------------------------------

الموضوع (5) الروتارى.
المفتى : فضيلة الشيخ عطية صقر.
مايو 1997 المبدأ : القرآن والسنة.
سئل : نسمع عن تشكيل يطلق عليه اسم " الروتارى " فهل فيه تعاليم
تخالف تعاليم الإسلام ؟.
أجاب : جاء فى المصادر التى كتبها المنتسبون إلى الروتارى ، والمعلقون
عليه أن المحامى اليهودى " بول هاريس " الذى كان يعيش فى شيكاغو
أحس بالوحدة وبحاجته الملحة إلى الزمالة والصداقة ، ففكر فى جمع بعض
الأصدقاء فى مكتبه فى روح أخوية، ليتدارسوا كيفية رفع مستوى كل منهم.
وأول اجتماع كان فى 23 من فبراير سنة 1905 م حضره أربعة من الأصدقاء
، واتفقوا على أن يكون الاجتماع أسبوعيا فى مكان عمل واحد منهم ، ومن
هنا جاء اسم : " الروتارى ". ولما كثر عددهم وضاقت بهم أماكن العمل
أصبحت اجتماعاتهم حول موائد للطعام ، مع مناقشة ما يرون من مسائل.
ثم أنشأوا ناديا ثانيا فى " فرنسيسكو " سنة 1908 م ، وتكونت نواد
خارج أمريكا ، كان أولها نادى " وينينج " فى كندا سنة 1912 ، ثم انتشرت
فى كثير من البلاد ، حتى صار عددها 17800 فى 154 دولة ومنطقة
جغرافية حسب إحصاء نوفمبرسنة 1978 م.
وهذه النوادى تعقد مؤتمرات كان أولها فى شيكاغو سنة 1910 م وكان
أول مؤتمر خارج أمريكا سنة 1921 م فى " أدنبرة " باسكوتلاندا حيث
أطلق عليه اسم : الروتارى الدولى. وفى سنة 1922 م عقد المؤتمر فى
" لوس أنجلوس " بأمريكا ، واستمرت المؤتمرات تنعقد سنويا منذ ذلك
التاريخ ، وكان آخرها رقم 69 فى طوكيو سنة 1978 م.
ونوادى الروتارى تعتبر أعضاء فى مؤسسة الروتارى الدولية ، ومقرها
مدينهَ " أفنسنون " بولاية " ألينوى " بالولايات المتحدة الأمريكية.
تبين أن فكرة النادى نبعت من الحاجة إلى، طرد شبح الوحدة والعزلة وإلى
الاندماج مع الناس ، والتفكير فى تحسين حال الزملاء الذين يجمعهم النادى
، ثم وضح نادى الروتارى فى مصر الغرض من إنشائه وركزه فى أمور
أربعة :
1 - توسيع مدى التعارف لإتاحة الفرصة للخدمة.
2- بلوغ مستوى خلقى سام فى الأعمال والمهن.
3 - تمسك كل روتارى بمبدأ الخدمة فى حياته الشخصية العملية والاجتماعية.
4 - تعزيز روح التفاهم الدولى والنية الصادقة وحب السلام ، وذلك بتوثيق
أواصر الزمالة فى العالم بين الروتاريين أصحاب الأعمال والمهن.
وهذه الأغراض فى شكلها وفى جملتها قد تغرى بالانضمام إلى هذه النوادى
، أو على الأقل عدم التعرض لنشاطها ما دام يستهدف تحقيق هذه الأغراض.
ومن المعلوم أن هناك صلة بينها وبين الماسونية ، ومن شواهد ذلك :
1 - أن شعار جميع الأعضاء هو " الأديان تفرقنا و الروتارى يجمعنا"
وهو شعار الماسونية. وقد قرر مجلس إدارة الروتارى الدولى فى اجتماع
عام 40 / 1941 م أن نوادى الروتارى تضم أعضاء من مختلف الأديان
والمبادئ ، ولكل أن يتمسك بعقيدته الدينية ، مع الاحترام الكامل لعقيدة الآخرين.
وقد وضع الأديان كلها فى مستوى واحد من الاحترام ، بصرف النظر عما
هو سماوى أو أرضى ، وفى ذلك -كما يقال -غسل القلوب والعقول تمهيدا
لغرس ما يراد فيها مما تخطط له الماسونية من سيطرة الدين اليهودى وأفكار
التلمود التى استغنوا بها عن التوراة.
2 - أن المجموعة الأولى التى اشتركت مع "بول هاريس " فى تأسيس
الروتارى كانت أعضاء فى المحافل الماسونية ، بل إنه فى بعض الحالات
قصرت عضوية النادى على الماسون فقط مثل نادى "أدنبرة " فى بريطانيا
سنة 1921 م.
3 - يقول الصحفى التركى ( شهاب طان )-كما جاء فى كتاب "فى زنزانات
إسرائيل " -. ولكن المحافل الماسونية غيرت اسم بعضها إلى جمعيات
الروتارى بعد أن عرفت أسرارها وأهدافها.
4 - حذر الفاتيكان من خطر هذه الأندية ، فصدر مرسوم من المجلس الأعلى
فى 0 2 من كانون أول سنة 1950 م قرر فيه الكرادلة ما يأتى : " دفاعا
عن العقيدة والفضيلة تقرر عدم السماح لرجال الدين بالانتساب إلى الهيئة
المسماة بنوادى الروتارى ، وعدم الاشتراك فى اجتماعاتها ".
5 - أن بعض الجمعيات والتنظيمات الحديثة التى دخلت المحيط الإسلامى
ظهر أن لها صلة قوية بتنظيمات غربية تستهدف مصالح الغرب وبخاصة
اليهود ، كجمعية : " أصدقاء الشرق الأوسط الأمريكية " التى يعمل " هوبكنز
" نائبا لرئيسها ، وقد كان قسيسا ومنتسبا لطائفة خطيرة ، وله نشاط
واسع فى السياسة لصالح أمريكا وبريطانيا ، وقد قاطعت شخصيات إسلامية
هامة مؤتمره الذى عقد سنة 1954 م. فى " بحمدون " بلبنان ، معلنة أن
الإسلام ليس فى حاجة إلى توجيهات أجنبية.
إن أقل ما يقال فى الروتارى وأمثاله أنها تشكيلات تحوم حولها الشبهة
لما يأتى :
1 - أن المؤسسين الأول يهود ، ونحن نعرف ماضيهم وما ارتكبوه من جرائم
فى حق الإنسانية كلها ، وسجل القرآن كثيرا منها ، وما يزال العرب والمسلمون
يعانون منهم إلى اليوم.
2 - هل عقمت تعاليم الإسلام وأفكار المسلمين أن تضع أهدافا إنسانية
كالتى يدعيها المؤسسون للروتارى ؟ وهل نحن فى حاجة إلى ما يضعه
لنا الأجنبى المعروف بعدائه ، والذى يصبغه بألوان ينخدع بها المصابون
بعقدة الخواجة ؟.
3 - إن اللمسة الروحية تنقص هذه النوادى فالاهتمام كله فى الخدمة بالمفهوم
الذى يعرفه من تورط فيها وقتا أو راقب نشاطها ، دون اهتمام بالثواب
الأخروى فهو أمر ثانوى ، وقد فطن لخطرها آباء الكنيسة المسيحية ،
فقد خطب " تشيسترون " فى حفل أقيم سنة 1931 م فى نيويورك ، ووصف
منظمة الروتارى بأنها تنقصها اللمسة الروحية وأن شيئا غير أخلاقى يهيمن
عليها وعلى علاقات أفرادها. انتهى.
4 - جاء فى جريدة "الشهاب " بتاريخ 13 / 5 / 1964 م أن أول مؤتمر
ماسونى روتارى عقد فى " رامات غان " بفلسطين المحتلة ، وامتدحوا
فيه إسرائيل.
هذه هى نوادى الروتارى من كلام أعضائها والمتصلين بها ، والمسلمون
بالذات ليسوا فى حاجة إليها ، وإذا كان لبعض أعضائها نشاط دينى فهو
ليس نتيجة الانتساب إليها ، وإذا كان لبعض الشخصيات اتصال بها فى
مناسبة ما فليس ذلك شهادة بأنها بعيدة عن الشبهة ، ومن أراد أن يباشر
نشاطا اجتماعيا لا شبهة فيه فما أكثر ميادينه البريئة ، ولتكن لنا شخصية
مستقلة فى فكرها وسلوكها ، تتخذ مقوماتها من الدين الذى أكمله الله وأتم
به النعمة ، ووعد على التمسك به حياة طيبة فى الدنيا والأخرى.
الروتارى فى مصر :
فى مطلع سنة 1928 م زار مصر المستر " جلاكستين " وهو من أعضاء
نادى " هامر سميث " بانجلترا ، وتقابل مع مجموعة من الرجال كانوا
يجتمعون على الغداء مرة فى كل أسبوع ، فدعاهم إلى إنشاء أول ناد
للروتارى فى المنطقة ، فوافقوا وأصبح عددهم 16 وفى يناير 1929
م بعث الروتارى الدولى مندوبا عنه هو المستر دافيد سن من كالجرى بكندا
لحضور أول اجتماع للنادى فى 2 من يناير سنة 1929م فى فندق شبرد
وكان عدد الأعضاء 22 عضوا ، وبعث الروتارى الدولى مندوبا عنه هو
المستر " كوك بونينج " من هولندا ليسلم رئيس النادى وقتذاك المستر "مارتن
" شهادة تأسيس النادى المؤرخة فى 11 من مارس 1929 م. وتمت
تلك المراسم على متن السفينة " مصر " فى 8 / 12 / 1929 م.
وفى الفترة من سنة 29- 1939 م كان أغلب الأعضاء من الأجانب ولم
يكن من بين الأعضاء المؤسسين ، وعددهم 22 ، إلا خمسة من المصريين
، منهم اثنان فقط من المسلمين ، وكانت اللغة المستعملة هى الإنجليزية ،
ولم يشترك أحد من المصريين فى مجلس الإدارة حتى عام 1931 م ، وكانت
رئاسة النادى لغيرهم حتى سنة 1934 م ، ومنذ سنة 1939 م أنشئت
نواد فى الإسكندرية و بورسعيد والمنصورة والزقازيق وأسيوط ، والمشتركون
فيها خليط من المسلمين والمسيحيين واليهود.
والمقر الدائم لنادى الروتارى المصرى رقم 3 شارع بهلر ، افتتح فى 21
من مارس 1955 م. ومن 14 من أبريل سنة 1959 م انتقلت اجتماعاته
من فندق سميراميس إلى فندق النيل هيلتون وهو تابع لوزارة الشئون الاجتماعية.
ومن أراد أن يعرف أسماء الأعضاء والرؤساء فليرجع إلى كتاب "العيد
الذهبى للروتارى فى مصر " 1929 -1979 م فى 13 من مارس 1979
- 15 من مارس 1979 م.
هذا مختصر من بحث طويل عن الروتارى ربما أنشره فى فرصة أخرى.
****************************************************************************

No comments: